recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الهلباوي محامي حادثة دنشواي

 

الهلباوي محامي حادثة دنشواي

والله ولا لسان الهلباوي ..

هكذا كان يقولون الذين يساومون الجزارين في شراء لسان الذبيحة إذا اشتط عليهم القصاب في الثمن ، فكانت تلك النكته من آيات شهرة الهلباوي

الهلباوي الذي ترافع في قضية حادثة دنشواي مدافعا عن الجنود الانجليز فقال : "هؤلاء السفلة وأدنياء النفوس من أهالي دنشواي قابلوا الأخلاق الكريمة للضباط الإنجليز بالعصي والنبابيت وأساءوا ظن المحتلين بالمصريين بعد أن مضى على الإنجليز 25 عامًا ونحن معهم بكل إخلاص واستقامة" ، الهلباوي الذي لقب بمحامي الظروف المخففة فقد استطاع أن يلتمس العذر للمدان وينقذه ببراعته وقوة منطقه وفلسفته ورغم ذلك ظل يدافع عن نفسه أمام الفلاحين طيلة ثلاثون عام ، فلم تشفع له كل حسناته لتمحي سيئة واحدة في حق فلاحين مصر لدفاعه عن الانجليز في دنشواي.

كتب مذكراته في محاولة لمحو الصورة التي حفرت له في ذاكرة الشعب المصري بسبب «دنشواي»، دافع عن نفسه مبررا مرافعته ضد الفلاحين قائلا: "ترافعت بما أملاه على الواجب، دون أن أتجاوز بكلمة واحدة، بل ربما استطيع أن أعترف بأن شعوري بوطنيتي وصل بي إلى حد لا يتفق مع واجبي" ، لكن للشعوب حكمها الخاص في القضايا المهمة التي تمثل علامات بارزة في تاريخها، " قد تمحو مئات السيئات بسبب حسنة واحدة، وقد تمحو مئات الحسنات بسبب سيئة واحدة، وكانت حالة الهلباوي من الحالات الأخيرة " ، بعض الوطنيين في مصر قالوا : أن الهلباوي وطني مصري كفر عن سيئة دنشواي بمئات من الحسنات، بل من الغريب حقا أن كثير من المصريين تعاملوا معه على هذا الأساس، وليس على أساس موقفه من دنشواي، فلم يستبعدوه من الصف الوطني ويعتبروه في صف الاحتلال، وإنما تعاملوا معه بصفته الوطنية.

ولد إبراهيم الهلباوي في العطف " المحمودية الآن " مدرية البحيرة لأب أصل مغربي وتلقي تعليمه علي يد مشايخ قريته ثم انتقل إلي الأزهر الشريف بالقاهرة ولبس فيه سبع سنين يدرس ثم تتلمذ علي يد جمال الدين الأفغاني لمدة ثلاث سنوات وبعد إكمال دراسته عمل بالمحاماة وبرع فيه حتي ذاع اسمه وشهرته مصر كلها ، وفي عام 1912م استكملت نقابة المحامين وجودها القانوني، وكان اتجاه المحامين هو اختيار عبد العزيز باشا فهمي لمنصب النقيب، ولم يكد الدكتور محمد حسين هيكل يفاتح فهمي باشا فى أحقية الهلباوي بهذا المنصب حتى بادر فهمي بالموافقة قائلا: " أستاذنا وشيخنا"  وتحول فهمي من المرشح المختار إلى داعية لانتخاب الهلباوي الذي صار أول نقيب للمحامين بمصر في أول نوفمبر من ذات العام، وذلك على الرغم مما خلفته آثار اشتراكه في المرافعة ضد الفلاحين في دنشواي .

انخرط في العمل السياسي الوطني و تبني القضايا الوطنية ودافع عن كثير من الفلاحين المظلومين ليكفر عن عمله في " دنشواي " ترافع عن المتظاهرين ضد قانون المطبوعات ، وحتي انه ترافع عن إبراهيم الورداني قاتل بطرس غالي "الجد" احد قضاة محاكمة دنشواي فقال في مرافعته : " جئت للدفاع عن قاتل القاضي الذي حكم على أهالي دنشواي بالإعدام ، جئت مدافعًا أستغفر مواطنينا عما وقعت فيه من أخطاء شنيعة، اللهم أني أستغفرك وأستغفر مواطنينا " ، اختير عضوا في لجنة وضع دستور 1923 والذي يعتبره البعض من أفضل الدساتير في ظل المملكة المصرية وتوفي عام 1940 تاركا وراءه حب البعض وكره البعض الأخر الذي لم يغفر له واقعة دنشواي ، "عفر الله له وادخله فسيح جناته"..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

يوميات محامي من الارياف

2016