recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

سفاح الأكابر الأشهر في الوطن العربي

 

سفاح الأكابر الأشهر في الوطن العربي

أن يقوم بالقتل مرة فهو إنسان قاتل أما أن يقوم بالقتل مرات فهو فنان مجنون ، اجتمع بداخله الشئ ونقيضه ، اجتمع حبه لنفسه وكرهه للحياة ، سجن عواطفه بداخله وأطلق العنان لأفكاره الشريرة لتعبث بأرواح من قدر لهم الله أن تنهي حياتهم علي يده .

محمود أمين سليمان ابن أمين سليمان الرجل الثري العصامي الذي سافر الي لبنان للعمل ، فانشأ بها شركة للشحن ، وعاش بمدينة طرابلس اللبنانية هو وأسرته التي ينتمي إليها محمود ، الطفل الذي منذ والدته لا يحلم بأن يكون طبيبا أو محاميا ، ولكنه دائما ما كان يحلم أن يكون زعيم مافيا .

مرت الأيام ووصل الفتي الي سن التاسعة ، فانضم في هذا السن الي عصابة تسرق المنازل وسرعان ما قبض عليه ، وحالفه الحظ نظرا لحداثة عمره فقد سلمه مخفر الشرطة الي والده ، فتلك كانت المرة الأولي ولكنها لم تكن الأخيرة فسرعان ما نمت مدارك ومهارات الجريمة لديه ، وشرع في سرقات أكبر وجرائم أكثر فتخصص وعصابته في سرقة منازل وقصور لبنان ، حتي وصل بيه الحد الي الاشتراك في سرقة من أكبر سرقات التاريخ وهي محاولة سرقة منزل الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون والتي فشلت وقتل حينها أحد الحراس .

ألقي القبض علي محمود وتم الحكم عليه وحبسه في لبنان ، وخوفا من والده علي مستقبل أسرته عاد الي مصر ، وعند علم محمود بعودة أسرته الي مصر ، حاول الهرب من السجن وقد نجحت محاولته لبراعته في التخفي والهروب ، وتسلل عائدا الي مصر .

بدأت حياة الشاب محمود في مصر بوفاة والده تاركا وراءه ثروة لا بأس بها ، باع محمود نصيبه فيها وتوجه الي الإسكندرية ، حيث أقام فيها وتعرف علي نوال عبد الرؤوف التي أحبها وتزوجها وعاش معها ينفقان من الأموال التي ورثها ، خلال تلك الفترة تقرب محمود من طبقة المثقفين والممثلين وعرفهم بنفسه علي أنه أستاذ جامعي عائد من لبنان ، وهذا ساعده علي جرائمه ، فبعد أن نفذت أمواله بدأ يتسلل ليلا متخفيا الي منازل الطبقة الغنية ليسرقها ، فكان نهارا يظهر لهم علي أنه الرجل الجامعي الغني المثقف ليستدرجهم وليلا يقوم بسرقتهم  فكانت ضحيته الأولى هو أمير الشعراء الشهير أحمد شوقي، حيث استغل غيابه وقام بسرقة نخلة ذهبية على شكل تمثال كان أمير الشعراء قد حصل عليها كهدية من أحد الأمراء، ثم بعد ذلك ذهب إلى سباهي باشا، ذلك المليونير الشهير في هذا الوقت، وقام بسرقة أغراض منزله، ولم تتوقف سرقات محمود أبدًا عند هذا الحد، فقد وصلت إلى كوكب الشرق أم كلثوم، حيث قام بسرقة بيتها بالإضافة إلى بيت صاحب مصانع الغزل والنسيج بولفار.

كان لمحمود نادورجي يراقب له الطريق ويساعده في السرقة وهو نسيبه، وذات يوم عاد محمود الي منزله ليجد أخو زوجته يلعب قمار هو مجموعه رجال في منزل الأول ، فغضب ونبه عليه بعدم الحضور مره أخره ، وعندما تكرر الوضع ونشب خلاف بين محمود ونسيبه ، قام نسيبه بالإبلاغ عنه ، فقبض علي محمود وتمت محاكمته في عدة قضايا سرقة.

كان لمحمود صديق محامي يدعي بدر الدين هو من ترافع عنه، فكان دائما ما يؤجل القضايا ويماطل في إجراءات المحاكمة ، ودائما ما كان يخبر محمود أنه يحصل له علي أخف حكم ، وخلال تلك الفترة جاءت أخبار الي محمود أن زوجته تخونه مع صديقه المحامي ، شعر محمود بالغضب وقرر الهرب وعندما حانت اللحظة قام بالهرب من السجن متخفيا كما فعل في لبنان .

قرر محمود بعد هروبه من السجن أنه سيتوب عن السرقة ولكنه سيحترف القتل ، نعم سيغير نشاطه الإجرامي ليحترف القتل ، ويكون أول سفاح في الإسكندرية والأشهر في الوطن العربي .

بعد هروب محمود من السجن ذهب الي منزل زوجته بالإسكندرية وواجهها بخيانتها له وعندما حاول إطلاق النار عليها أصاب شقيقتها فقتلها وذهب مسرعا الي منزل بدر الدين المحامي فلم يجده فذهب الي أحد معارف المحامي والذي حول الإبلاغ عن محمود فقتله أيضا ، وفي اليوم الثاني احتاج للمال فذهب لسرقة أحد الفلل فرآه الخدم فقتل أحدهم وهرب أيضا.

 أخذت الصحف تنشر عن أخبار محمود البطل الذي هرب من السجن لينتقم لشرفه ، وسفاح الإسكندرية الذي يجعل المدينة تظل مستيقظة طوال الليل ، وخصصت العديد من الصحف مكان في الصفحة الأولي يوميا لنشر أخبار السفاح من قتله بالأمس ومن سرقه بالأمس ، ومن المفارقات الطريفة أن الصحف لم تجد خبر تنشره يوما عن السفاح فلم يسرق ولم يقتل فنشرت الصحف أن " السفاح في أجازة بالأمس ".

ومن أشهر ما نشر عن السفاح أنه كان يسرق منزل بحي الدقي وعندما استيقظت صاحبة المنزل ورأي الفزع والخوف في عينها قال لها أنه ليس سفاح كما تصفه الصحف وإنما هو رجل أراد أن ينتقم من زوجته الخائنة ، وأنه يريد 100 جنيه وعندها أخذ 100 جنيه وسرق مشغولات بقيمة 3000 جنيه وتركها دون أن يقتلها وهرب .

صور السفاح أصبحت في كل مكان وكثير من الناس تعاطف معه وكثيرا اعتبره بطلا ، وأصبحت الداخلية في موقف حرج ، أعدت الداخلية للسفاح كمائن في كل مكان فكان دائما ما يتنكر في صورة شيخ كبير أو امرأة حتي لا تعرفه الشرطة .

ذات مره أوقف سيارة نقل وركب بجانب السائق وبعدما ركب اكتشف السائق أنه السفاح ولكنه استمر في القيادة تحت تهديد ، وفي الطريق أوقفتهم لجنة ونزل السائق ليعطي الرخص للضابط ، فاستغل السفاح الموقف وهرب بالسيارة ، وتركها علي جانب أحد الطرق في حلوان بالقاهرة نظرا لمحاصرة الداخلية جميع الطرق ، واختفي في احدي المغارات بحلوان تاركا في السيارة بعض ملابسه .

استغلت الداخلية الكلاب البوليسية في تتبع السفاح عن طريق شم ملابسه التي طرقها في السيارة ، حتي تمكنت من حصاره هي والأهلي في مكان اختباءه ، ويقال أن عدد أفراد الداخلية والأهالي وقتها تعدي 10000 فرد ، وبعد ساعات طويلة من الحصار طلب فيها السفاح من الداخلية أن تسلمه زوجته ليقتلها مقابل تسليم نفسه ، إلا أن الداخلية رفضت ، ومع أخر طلقة مع السفاح قتل بها نفسه ، وظل أفراد الداخلية يطلقون النار عليه بعد موته دون أن يعلموا بموته حتي تشوه جسده من الطلقات النارية.

لم يكتفي السفاح بكل هذا في حياته ، فبعد مماته تسبب بمشاكل للعديد من الصحف التي نشرت خبر وفاة السفاح فوق خبر زيارة خارجية للرئيس جمال عبد الناصر دون أن تفصل بين الخبرين ، وبعدها أصدر الرئيس قرار بتأميم الصحف .


اقرأ "سفاح مصر الجديد "

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

يوميات محامي من الارياف

2016